لماذا حين نختلف نفترق ؟
كتبت .الكاتبة سرى العبيدى سفيرة الجمال والطفولة والابداع حول العالم متابعة د.عبدالله مباشر رومانيا
إذا كان الاختلاف يؤدي إلى القطيعة ، فأين ذهبت الفضيلة والود في القربى ؟
وإذا كان الاختلاف يحتاج الى سنين حتى تعود المحبة من جديد فأين ذهب الود ؟
وإذا كان الاختلاف يؤدي إلى الهجر ، فأين ذهبت العِشرة ؟
وإذا كان الاختلاف يؤدي إلى الأحقاد فأين ذهبت الطيبة والتسامح ؟
وإذا كان الاختلاف يؤدي إلى الكره فأين ذهب الحب ؟
الاختلافات لا بد منها .. وهي جزء لا يتجزأ من هذه الحياة ، بل هي سُنة من سُنن الحياة وأنا على يقين أننا كلنا نعلم أنها كذلك.
فلماذا إذاً نسرع إلى التخلص من أصدقاء وإخوان وأقرباء فعلوا لنا ومن أجلنا الكثير لمجرد خلاف بسيط .
لماذا ننتظرهم حتى يرتكبوا خطأ لننهي كل شئ ، أو ينهوا كل شيء وكأن حياتنا وذكرياتنا معهم كانت مجرد ورقة تُرمى في سلة المهملات .
لماذا…؟ لماذا أصبحت حياتنا أشبه بدفتر أوراق وكل ورقة منه عبارة عن شخص نمزقه ونرميه كيفما نشاء ووقت ما نشاء ، غير مباليين بحجم الجرح والشرخ الذي تسببنا له فيه ، وبدون وجه حق لماذا ؟ لماذا ؟
ليتنا نكتفي بهذا فقط ، بل ننتهي من شخص ونبدأ رحلة البحث في دفترنا عن ورقة شخص آخر وآخر وآخر ، إلى أن ينتهي الدفتر ويفنى العمر ويكون قد فاتَ آوان التسامح .
رب أسألك المودة في القربى اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واسلل سخائم قلوبنا ولا تجعل في قلوبنا غلا ولا حقدا ولا حسدا ولا رغبة في الإضرار بالأخرين .
ماذا حصل لنا ؟
أين ذهبت النفوس الطيبة والقلوب المتسامحة.. أين وجهتها…؟
رحم الله من تغافل من أجل بقاء الود ، ودوام المحبة ، وستر العيوب والزلات .
ابتسموا وسامحوا .. واغسلوا قلوبكم من همزات الشياطين وسوء الظن ، والتمسوا لأخوانكم وأحبائكم ولو عذراً واحداً من السبعين عذراً .